بشخصيته الفريدة وطريقة كلامه التي يمزج فيها اللغة الإنجليزية كثيرا، يبدو إبراهيم سعدون منهكاً ومرهقا تماما، لكنه غير فاقدٍ للتركيز، بعد رحلة طويلة من الموت إلى الحياة.
يشكر إبراهيم (21 سنة) كل من ساهم في مساعدته للعودة إلى أرض الوطن حيّاً، لكنه لا ينسى أن يطالب الصحافيين في كل مرة أن يبحثوا جيدا في القضية الأوكرانية، مؤكدا مواصلة دعمه للقضية رغم ما مرّ به.
تحتضنه أمه بقوة وتؤكد للإعلام أن ابراهيم وُلد من جديد، بعد أن كان قد حُكم عليه بالإعدام من طرف السلطات الروسية، رفقة أسرى آخرين.
يصفه والده بالعنيد وبـ"الرقم الصعب"، باعتراف سجّانيه، ويبدو جليا للعيان أن الأب قد ورّث الكثير لولده، وأنه أيضا راضٍ عن مساره بشكل عام.
بدأ الأمر في شهر يونيو من هذه السنة، حين سمع المغاربة، على حين غرّة، أن شابا مغربيا يوجد ضمن أسرى الحرب الروسية الأوكرانية، بعد أن حكم عليه بالإعدام من طرف محكمة تابعة لسلطات مقاطعة دونيتسك الانفصالية هو وشخصين آخرين.
أما التهمة آنذاك، وفق السلطات الروسية، فهي كونهم مرتزقة، أما الردّ الذي جاء من طرف والده فهو أن إبراهيم حاصل على الجنسية الأوكرانية.
ومنذ ذلك الحين، أسرت قصّة ابراهيم المغاربة، خصوصا أنه يتميز بوجه طفولي يحمل الكثير من البراءة، وشخصية قوية ورباطة جأش نادرة في المقابل.
ما هو مؤكد أن إبراهيم سعدون (21 سنة) شاب من طراز خاص، وقد ظهر ذلك من خلال جميع الفيديوهات تم تصويره بها، إما خفية، أو حتى علناً.
ففي لحظة نطق الإعدام بدا إبراهيم هادئا جدا، وكان يجول بعينيه بالمكان كأنه غير معني تماما بالمحاكمة، حتى إنه توجه بالكلام لأحد المتهمين الذي بدأ يتململ بعد أن أرهقته الأغلال، وبدا كأنه يواسيه أو يسأله إن كان يريد شيئا.
في الفيديو الذي تمت محاورته فيه، يبدو إبراهيم متماسكا ويجيب بكل وضوح أنه كان ينتمي للجيش الأوكراني، مؤكدا ضمنيا أنه ليس مرتزقا، بل جندي مثل باقي جنود الحروب.
بنفس رباطة الجأش عاد إبراهيم إذن إلى المغرب، وبعد أربعة أيام من الإرهاق المتواصل، أجاب عن أسئلة الصحافة دون ارتباك.
عاد إبراهيم أخيرا من الموت.. لكنه لا زال يرفع يده بشارة النصر والدعم، سائلاً الجميع أن يتضامنوا مع القضية الأوكرانية وأن يعيدوا الحياةَ للبلد.